استمر في التركيز على عبقريتك الأساسية كتاب The One Thing


ماهو الشئ الوحيد الذي إذا فعلته سوف تحقق النجاح وتشعر أن باقي الأشياء هينّة؟

يتحدث الكاتب عن هذا الشئ وكيف نجده ونستطيع تنفيذه من خلال عدة أفكار رئيسية:

الشئ الوحيد وتأثير الدومينو

تأثير الدومينو

تأثير الدومينو

جميعنا يحب أن يكون مجهوده وسعيه له نتائج كبيرة يستطيع أن يراها أمام عينه ويحقق بها نجاح كبير ولكن عادةً هذا لا يحدث، ومن أهم الأسباب في هذا هو تشتت الذهن والمجهود في أمور كثيرة بدل من أمر واحد وهذا يجعلنا نحقق نجاح يترواح بين الضعيف والمتوسط على عدة مهام مُتفرقة بدلاً من تحقيق نجاح كبير في شئ واحد.

النجاح عادة تكون النتائج فيه ضعيفة في البداية ثم تزيد بشكل كبير، وللتوضيح يتكلم الكاتب على تأثير قطع الدمينو فكل قطعة دمينو تستطيع أن تُسقط قطعة أكبر منها بنسبة 50% فإذا بدأت بقطعة دومينو عادية ووضعت كل قطعة أكبر من التي قبلها بنسبة 50% ستجد القطعة 23 بطول برج إيفل، هذا التشبيه يوضح لنا أن البدايات مهما كانت بسيطة إلا أن النهايات ستكون هائلة بشكل كبير طالما في نفس الاتجاه.

إذا قارنا بين تركيز وقتك وجهدك في شئ واحد وإذا قسمناه على ثلاثة أشياء فستجد أن كمّ الجهد والوقت المبذول في كلاً منهم غالباً لن يقدر أن يضعك على أول المرحلة التي يبدأ عندها نتائج نجاحك وجهدك في الظهور، كما أن ذهنك إذا تشتت بأكثر من شئ في نفس الوقت سيضيع منك مجهود كبير في إدارة هذا التشتت وهو ما يؤدي إلى قلة التركيز بشكل كبير، ولكن يجب التنبيه إلى أن أسرتك وصحتك وعبادتك من الأمور التي لا يمكن أن تضيعهم، فخسارتهم لايمكن تعويضها فلا تستطيع أن تختار الشئ الوحيد بحيث يكون شغلك أو مشروعك التجاري وتتجاهل صحتك لأن ما ستدفعه ثمن لهذا التفريط سيضيع كل النجاح الذي وصلت إليه، فلو تأثرت سلباً في بعض الأحيان فلا يمكن أن يكون التأثير هذا بشكل دائم وبعد ذلك يجب أن يكون اهتمامك بشكل أكبر لتعويض الفترة السابقة.

الأكاذيب الستة التي تمنعك من تحقيق نجاحات كبيرة

الكاتب يعرض في هذا الكتاب ستة أوهام؛ الاقتناع بهم يؤدي إلى عدم تحقيق فكرة الشئ الوحيد:

اقتناعك بأن كل الأمور بنفس القدر من الأهمية Everything Matters Equally

  • فلا يمكن اعتبار أن كل الأمور بنفس القدر من الأهمية فالنسب بينهم طفيفة ولكن ليست بنفس القدر، فيجب التمييز في جدول أعمالك اليومية بين ما يجب فعله وما يمكن فعله، تبعاً لمبدأ باريتو Pareto’s principle أو مايسمى بقاعدة 20/80 هو 20% من الأعمال تستطيع أن تصلك إلى 80% من النتائج، والأفضل هنا أن تحول قائمة المهام إلى قائمة نجاح وهى أن تفصل ما يجب فعله عن ما يمكن فعله وتبدأ بتنفيذ الأهم فالمهم.

 

تعدد المهام Multitasking

وهو فكرة أن العمل على أكثر من مهمة في نفس الوقت تستطيع من خلاله الوصول إلى أفضل النتائج، والكاتب يقصد هنا المهام التي تحتاج إلى مجهود ذهني وليس المهام الروتينية، فعندما تتنقل بين المهام المختلفة فإن ذلك يسبب بما يدعى براوسب الإنتباه Attention residue وهو يتكلم أنه عند انتقالك بين المهام المختلفة فهذا يتسبب بوجود رواسب فى الذهن لأن المخ يأخد بعض الوقت للتركيز بعمق في أحد المهام وعندما تنتقل ثم ترجع فالمخ يأخد وقت أطول ليستطيع أن يعطيك التركيز المطلوب لإنجاز المهام المحددة مع وجود إحتمالية أكبر للأخطاء ومن الأفضل هو إنجازك لمهمة واحدة ثم الانتقال إلى الأخرى ثم التي تليها.

الإنضباط والالتزام التام A disciplined life

وهذا مايظنه الكثير منا وهو أن النجاح والوصول إلى النتائج الكبيرة يحتاج إلى إنضباط وإلتزام كامل، والحقيقة هى أنه لا يوجد شخص ملتزم أو منضبط بشكل كامل إنما هى عادات بسيطة تكونت في خلال فترات طويلة، فمن الممكن أن تدرب نفسك على عادة بسيطة مثل القراءة قبل النوم مثلاً وبعد فترة ستصبح عادة لا تجبر نفسك عليها ثم تبدأ في تكوين عادة أُخرى وهكذا…، وبعد فترة سيصبح عندك قدر كبير من العادات لتكوين النجاح.

قوة الإرادة رهن الإشارة willpower is always on will call

وهذه هي الكذبة الرابعة أن قوة الإرادة رهن الإشارة نستطيع أن نحضرها في أي وقت كيفما نشاء، ولكن هذا ما يقوله من لا يفهم معنى قوة الإرادة، فقوة الإرادة مورد محدود يُستهلك مع الإستخدام، فالأفضل هو تركيزه على شئ واحد بدلاً من تشتته بين أمور متعددة، ولذلك يفضل أن تعمل على المهام الصعبة في بداية اليوم لأن قوة الإرادة في بداية اليوم تكون أكبر من نهاية اليوم.

الحياة المتوازنة A balanced life

يقول الكاتب أن فكرة التوازن بين العمل والحياة الشخصية وهم يصعب تحقيقه ولا يفضل أن نسعى لتحقيقة على الإطلاق، لأن العمل والحياة الشخصية لا يسيران دائماً على نمط واحد، فقد يمر بهم تغيرات كثيرة فمن الممكن أن تعطي لأحد منهم إهتمام أكثر من الآخر لفترة محدودة ولكن يكون هذا بوعي وخطة محسوبة وهى:

  1. حدد أهداف لكل جانب ولا تتركها للظروف بشكل كامل.
  2. يجب وجود حد أدنى للاهتمام بحياتك الشخصية لا يمكن التخلي عنه بأي حالٍ من الأحوال.
  3. يجب أن تكون حاضراً بذهنك وجسدك عند الاهتمام بأي جانب من حياتك أياً كان مقدار الإهتمام والوقت المحدد لكل جانب.

الأهداف الكبيرة سيئة Big is bad

وهذه هى الكذبة السادسة وهو إما أن يكون خوفاً من الفشل، أو خوفاً من المشقة والتعب المتوقع حدوثه من الأهداف الكبيرة، فلا أحد يعرف حدود قدراته أو مدى توفيق الله سبحانه وتعالى له فلا تسمح لأحد أن يُعَرقل مسيرتك نحو النجاح، فلا تقيد نفسك بل ضع أهدافاً كبيرة بلا خوف، فليس من الضرورى بأن يكون الهدف كبير أن تكون الخطوات كبيرة ولكن الأهم هو البدء بخطوة ولو كانت صغيرة والإستمرار والإصرار على تحقيق هذه الأهداف.

إيجاد وتحقيق الشئ الوحيد

إذا كان لديك عدة مسارات كيف ستختار من بينهم؟ فإن كنت ذاك الشخص فعليك أن تسأل نفسك سؤالاً ماهو الشئ الوحيد الذي إذا قمت به ستصبح باقي الأشياء سهلة أو غير ضرورية؟ أو من بين كل الأشياء لو علمت أنك لن تحقق سوى شئ واحد فقط منها فأيٍ منها ستختار؟

فجواب هذه الأسئلة سيكون هو الشئ الوحيد وبعد أن تحدد الشئ الوحيد على مدار خمس سنوات مثلاً، فضع هذا السؤال مرة أُخرى على مدار سنة ثم شهر ثم اسبوع إلى يوم والآن، وهذا ما يسمى بتسلسل تحديد الأهداف للحظة الحالية Goal setting to the now، ولكن كيف تسعى لتحقيقه؟

لكي تستطيع أن تحقق الشئ الوحيد الذي حددته يجب أن تحدد له وقت معين من يومك تعمل عليه أو أيام معينة من الأسبوع بعد أن تحدد إلتزاماتك الضرورية خلال اليوم من نوم وأسرة ودراسة ثم الوقت المحدد للعمل على أهدافك، أما إن كان الشئ الذي إخترته ليكون الشئ الوحيد واحداً من هذه الأهتمامات فيكون هذا أفضل لأننا سوف نقسم وقتنا على عدد أمور أقل، وإن كان غير ذلك يجب أن تتبع نظام حجز الوقت فتحجز له وقت محدد من يومك تخصصه له بشكل كامل.

تعقيب سريع

وذلك من خلال نقطتين إذا كنت مقتنع بالفكرة ولكن لديك إهتمامات كثيرة فعلى الأقل يجب أن تقلل عدد الأشياء التي تقسم عليها إهتماماتك وتهتم بالأشياء التي بها فائدة حقيقية لك، أما إن كنت متقبل حقيقة أنك شخص متعدد الإهتمامات ومقتنع بفكرة أنك غالباً لن تحقق منها نتائج تعتبر فلك مطلق الحرية في ذلك، لكن إذا أردت أن تحقق نتائج كبيرة مع تشتيت تركيزك بين مهام متعددة فأحضر ورقة ودون عليها إهتماماتك الحالية ثم إحفظها في مكان ما ثم إرجع إليها بعد سنه وسوف تجد أن إهتماماتك قد تغيرت وأضفت عليها اهتمامات أخرى والنتائج التى وصلت إليها ستكون غالباً ليست كما تمنيت.

إذا أردت أن تكون شخص متعدد الاهتمامات فيجب أن تتناول مهامك بالتوالي وليس بالتوازي، ليس معنى أن يكون تركيزك في شئ واحد أن تركز عليه طوال عمرك ولكن إلى حين الحصول على نتيجة تستحق فمن لم يتجدد يتبدد.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق